- أحاديث رمضان
- /
- ٠01رمضان 1415 هـ - قراءات قرآنية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
التفكر أرقى عبادة على الإطلاق :
﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ﴾
الآيات الدالة على وجود الله ، ووحدانيته ، وكماله .
﴿ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾
الإيمان نفس زكية ، وفكر جوال في ملكوت السموات والأرض .
﴿ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾
القرآن والسنة .
﴿ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
إذاً هناك جولة في الكون من أجل أن تعرفه ، و اتصال به من أجل أن تزكو نفسك ، وجولة في معرفة المنهج من أجل أن تستقيم على أمره ، هذا الإيمان المتكامل ، جانب معرفي هو الكون ، وجانب نقلي القرآن والسنة ، وجانب نفسي الطهارة النفسية ، فهذه الآية جمعت أركان الإيمان ، تفكر في خلق السموات والأرض من أجل أن تزكو نفسك وتطمئن ، والشيء الثالث : معرفة الحلال والحرام من أجل أن تستقيم على أمره ، هذا هو الدين ، وأية دعوة إلى الله تخلو من هذه العناصر فهي دعوة عرجاء ، وما من دعوة أخفقت إلى الله عز وجل إلا بسبب أنها ركزت على جانب دون جانب ، واعتنت بجانب وأهملت الجوانب الأخرى .
﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ﴾
أرقى عبادة هي التفكر ،
﴿ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾
باتصالهم به تزكو نفوسهم ،
﴿ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾
الكتاب القرآن والسنة ،
﴿ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه :
الحقيقة الإنسان أحياناً يحتار بتقييم نفسه ، أحد التقييمات التي ذكرها الله لنا في هذه السورة سورة الجمعة من يذكرها ؟ يقول الواحد : يا ترى أنا مؤمن ؟ أنا لي أمل بالآخرة ؟
﴿ إِنْ زَعَمْتُمْ ﴾
إذا انخلع قلب الإنسان من رؤية الآس ، إن انخلع قلبه من سماع القرآن الكريم وكأن القرآن الكريم لم ينزل إلا ليقرأ في المناسبات الحزينة ، إذا كان الإنسان لا يحب ذكر الموت أبداً بل يخاف منه فهذه علامة غير طيبة ، لكن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه .
﴿ وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ﴾
﴿ وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴾
هكذا الآيات .
﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾
طبعاً حتى أكون واقعياً ما من مؤمن إلا ويتمنى أن يعيش أطول عمر ممكن ، لأن النبي الكريم يقول :
(( خيركم من طال عمره ، وحسن عمله))
هذا شيء طبيعي ، لكن المنافق ، والمنحرف ، والعاصي يخاف من الموت خوفاً شديداً ولا يحب أن يدخله في حساباته إطلاقاً ، ويأتيه بغتةً .
الابتعاد عن اللعب و اللهو :
مرة ثانية :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾
الحقيقة اللعب شيء واللهو شيء ، اللهو أن تلهو بالخسيس عن النفيس ، أن تلهو بجمع الصدف عن جمع اللؤلؤ ، أن تلهو بعدّ العملة النقدية البخسة عن عدّ العملة الذهبية ، أن تختار شيئاً آنياً ، عاجلاً ، سخياً ، عن دار آخرة لا نهاية لها ، هذا هو اللهو ، التهيت بشيء خسيس عن شيء نفيس ،
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ ﴾
تجارة ، ومبيع ، وشراء ، وصفقات ، ووكالات ، وشحن ، وتوزيع ، ولم جمعية ، ليلاً ونهاراً ، بالليل حسابات ، وبالنهار صفقات ، وكل يوم عنده اجتماع ، ولقاء ، وصفقة ، وعقد
﴿ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ﴾
يهمه أولاده أعلى مستوى ، أما الدين فلا يهمه ، يهمه دخلهم ، تجارتهم ، شهادات فقط ، وقد يعصي ربه من أجلهم .
العاقل من عرف ما سيكون قبل أن يكون :
هناك آية ثانية دقيقة جداً :
﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾
سورة التغابن سميت التغابن لأن هذا اليوم يوم القيامة يوم التغابن ، الإنسان في هذا اليوم يعرف مدى غبنه ، أيحياناً إنسان يبيع بيتاً بخمسة ملايين و سعره ثمانية ملايين ، لأنه لا يعرف الأسعار، وجاءه دلال قال له : وافقت ، ووقع ، يقول لك : محروق قلبي على هذه البيعة ، انغبنت فيها ، هذه الدنيا ، أما إذا خسرت الآخرة كلها وللأبد ، قال :
﴿ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَاب ﴾
لا يعرف الإنسان مدى خسارته إلا بعد الموت ، الآن يعيش مثل الناس ؛ أكلنا ، وشربنا، ونمنا ، ولعبنا طاولة ، وإكراماً لرمضان يوجد أركيلة وطاولة للساعة الواحدة بالليل ، وضحكنا ، و تابعنا الأفلام ، ماذا حصل ؟ يقول لك : هذه حضارة ، أنا أعيش عصري ، أما يوم القيامة عندما يضيع الآخرة بأكملها من أجل سنوات معدودة ، معدودة وكلها متاعب ، قال :
﴿ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ﴾
الإنسان عندما يبيع أرضاً ، أو يبيع بيتاً ، أو يبيع مؤسسة ، أو يبيع وكالة بمبالغ يسيرة و يكون المبلغ مزوراً ، هناك إنسان باع بيته ، وسيارته ، ومعمله ، وفيلا بالمصيف ، وقرر أن يذهب لبلد أجنبي ويضعهم بالبنك ، ويعيش من الفائدة ، عمل حساباته مبالغه بالملايين ، قال : أعيش ملكاً ، القصة طويلة ، كيف أودع المال باسم مستعار فقط لليوم الثاني لإجراءات معينة ، في اليوم الثاني قال له من أودع الأموال باسمه : ليس لك عندي شيء ، إنسان فقد ثروته كلها بلحظة ، هذا خبر صاعق ، بالآخرة أصعب ، يرجع ويشحذ أجرة طائرة ليرجع إلى بلده ، ويبدأ من الصفر ويبقى على قيد الحياة لكن لا يوجد عذاب
﴿ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ﴾
لذلك من هو العاقل ؟ هو الذي عرف ما سيكون قبل أن يكون ، عرف النهاية من البداية ، حسب حساب الامتحان من أول العام الدراسي ،
﴿ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ﴾
كل إنسان يعرف أنه مغبون حتى المؤمن ، ما من ساعة تمر إلا ويتمنى المؤمن أنه يكون قد ذكر الله ، لا يندم المؤمن على ساعة مرت لم يذكر الله فيها ، بقدر ما نسرع بالإيمان لا يوجد إسراف .
﴿ وَسَارِعُوا﴾
وسارعوا .
﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾
﴿ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾
﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾
لا خير في الإسراف ، ولا إسراف في الخير .
من يؤمن بالله يهد قلبه إلى علة المصيبة :
الآن دققوا في هذه الآية :
﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ ﴾
إذا آمنت أن الله عز وجل كل شيء بيده ، وأن أسماءه كلها حسنى ، و ليس له مصلحة ليعذبنا ، وهو رحيم وعادل وحكيم ، إذاً هذه المصيبة لها سبب ، وراءها حكمة ، قال :
﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾
إلى حكمتها ، أخ من إخواننا - سمح لي أن أروي قصته – عنده معمل ، جاءه زبون يريد قطعتين أو ثلاث ، قال له : أنا لا أبيع بالمفرق ، هو يبيع خمسمئة دزينة ، كيف يبيع خمس قطع ؟ قال لي : والله لثلاثين يوماً ما دخل لمعملي زبون حتى نشف دمي ، الآن أبيع قطعة واحدة تأدباً مع الله عز وجل :
﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ ﴾
الفعل فعله ، هو حكيم ، ورحيم ، وعادل ، ولا يوجد عنده أعمال عشوائية ، كل بحسابه، وما عنده ظلم أبداً
﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾
إلى علتها .
والله يا أخوان إنسان جاهل متجبر ، جالسة زوجته وأخته ، عنده أخت عانس ، وهناك خلاف بين زوجته وأخته ، أحب أن يرضي زوجته بإهانة أخته ، نكشها برجله ، قال لها : اذهبي و أحضري لي كأساً من الماء ، في اليوم الثاني سافر لحلب صار معه حادث قطعت رجله من أعلى الفخذ ، هذه التي أهان بها أخته أمام زوجته . لا يوجد شيء عشوائي أبداً .
(( ما من عثرة ، ولا اختلاج عرق ، ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم ، وما يعفو الله أكبر))
﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾
إلى حكمتها ، وإلى علتها ، ليكون يقظاً .
من يتوكل على الله فهو حسبه :
هذه الآية بالطلاق :
﴿ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ ﴾
نصيحة لكل زوج ولكل زوجة ، مهما كان الخلاف كبيراً ، اتركها ببيتك ، ويا أُختنا الكريمة ابقي في بيت زوجك ، الخلاف يتضاءل ، ويتلاشى ، يجوز أن يبقى الخلاف ليومين أو ثلاثة ، أما إذا ذهبت إلى بيت أهلها ، يكون الخلاف صغيراً ثم يكبر ، عمتها ، والله لا يليق فيكِ ، اتركيه ، أخوها ينفخ برأسها ، وعمتها تنفخ برأسها ، وأمها تنفخ برأسها ، وأبوها لك صدر البيت ، كبروا لها رأسها ، والثاني كبر رأسه ، تطلقوا بعد ذلك ، أكبر مشكلة تتضاءل وهي في بيت زوجها ، وأصغر مشكلة تتفجر وهي في بيت أهلها .
﴿ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ ﴾
هذه قاعدة أساسية في الزواج دققوا فيها ، لا تطمع ابنتك إذا تركت زوجها و تتركها عندك ، ولا إذا غضبت تضع زوجتك ببيت أهلها ، كل شيء يحل بعد يومين أو ثلاثة ، كله يتضاءل ، يصغر وهي عندك ، لها عندك حاجة ، ولك عندها حاجة ، والإنسان ينسى ، أما هي هناك صار قطيعة ، و تغذية معاكسة ، و حقد ، فتتفاقم الأمور ، انزع من ذهنك نهائياً أن تسلك هذا السلوك ، تشاجر معها ، وناقشها ، وحاورها ، وحاربها وهي ببيتك ، لكن لا تتركها ببيت أهلها ، طبعاً حاربها بالحق لا بالباطل .
هذه الآية دقيقة جداً :
﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾
أحياناً تجد واسطة لكن لا تكفي هذه الواسطة ، لا يستطيع أن يخلصك ، تحتاج واسطة أكبر ، هذا يمون على هذا ، هذا لا يمون عليه ، الله يبلغك :
﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾
إن كان خصمك قوياً فالله أقوى ، إن كان خصمك ذكياً فالله أعلم ، إن كان خصمك محتالاً .
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾
إن كنت ضعيفاً فأنت بالله قوي ، إن كنت جاهلاً فالله عالم ، إن كنت فقيراً فأنت بالله غني
﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾
لكلّ شيء وقت مناسب :
لكن :
﴿ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ﴾
نحن يكون ببالنا مليون قضية لا تصير معنا ، والله ما قدرت ، ما تحققت ، ما نجحت ، ما قدرت أن أعمل مثل ما خططت لنفسي ، ما ربحت ، هذه الصفة ما ربحت ، التجارة ما نجحت ، هذه السفرة ما ربحت منها ، أما الله عز وجل
﴿ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ﴾
إذا أراد شيئاً فيجب أن يقع قطعاً ، انظر إلى هذه الآية ما أدقها :
﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ﴾
لكن لست أنت من تفرض عليه الوقت .
﴿ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ﴾
كل شيء له وقت مناسب ،
﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ﴾
العاقل من وطن نفسه على الخشونة حتى لا يعصي الله من أجل الرزق :
انظر هذه القاعدة بالزواج ؛ لست مكلفاً أن تطعم أهلك أكثر مما تأكل ، ولا أن تلبسهم أكثر مما تلبس ، لماذا ؟ حتى لا يحملونك على معصية ، تستطيع أن تأكل فقط حمص الظهر لمدة شهر ، لا تستطيع أن تدّعي أمام القاضي أنه لا يطعمني ، ما دمت تطعمها مما تأكل ، وتلبسها مما تلبس انتهى الأمر ، حتى الإنسان لا يفكر بمعصية لكسب المال الحرام ، برشوة من أجل إرضاء زوجته ، الله ما كلفك أن تطعمها إلا مما تأكل ، تمكنت أن تطعمها فقط معكرونة ، الله ما كلفك فوق هذا ، بعد ذلك يرفع قدرك ويغنيك ، لا تبحث عن دخل حرام لإرضاء زوجة . يا فلان اتقِ الله بنا فنحن بك ، نصبر على الجوع ولا نصبر على الحرام .
هكذا الصحابة كانوا ، تعرفون من هي أفضل امرأة ؟ التي تعين زوجها على الطاعة لا تضغط عليه حتى يأكل مالاً حراماً حتى يرضيها ويرتاح ، هذه زوجة غير صالحة ، الزوجة الصالحة لا تكلف زوجها ما لا يطيق .
((أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة ))
أعظم النساء بركة أقلهن مهراً .
﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ﴾
وطن نفسك هذا دخلي لا يوجد غيره ، أنت اسعَ ، وارفع مستوى معيشتك ، وابحث عن عمل إضافي ، بالمشروع ، أما تحملك على معصية ؟ على قبض مال حرام ؟ على احتيال حتى ترضيها ؟ هذا ليس إنساناً ، لا يطعمها إلا ما يأكل ، أما يأكل هو بالمطاعم أفخر طعام و لا يسأل عنها فهذا ظلم أيضاً ، يجب أن تطعمها مما تأكل ، وأن تلبسها مما تلبس ، ولا تحاسب بعد ذلك لا أمام الله ، ولا أمام الناس ، لماذا قال النبي :
((اخشوشنوا))
لأنه إذا قلّ دخلك ، وطن نفسك على الخشونة ، حتى لا تعصي الله من أجل الرزق ، قال :
((اخشوشنوا ، فإن النعم لا تدوم ، اخشوشنوا وتمعددوا ))
كل مرة بلا فواكه ، ويوم على كأس من الشاي ، ويوم يكون الأكل ظهراً بسيطاً جداً لا يوجد مانع .
((اخشوشنوا وتمعددوا فإن النعم لا تدوم))
حتى إذا الدخل خف بسبب طارئ لا تعصي الله أنت .
الاستقامة على أمر الله :
آخر آية :
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾
راقب نفسك ، أنت لست مع الله بل مع عبد من عباد الله العاديين ، بل الذين تحتقرهم أحياناً ، إذا عبد أقوى منك ، إذا خالفت أمره ضابطك ، و يريد أن يعاقبك ، تستقيم على أمره ، ألا تستحي من الله مع عبد مثلك ما دام يريد أن يعاقبك فتستقيم على أمره ؟ هذا الإله العظيم الذي أنت بقبضته ، بعلمه وبقبضته ، ومصيرك عنده وسيحاسبك ، لذلك إذا آمنت أن الله يعلم وسيحاسب ، إذا آمنت أن علمه يطولك ، وقدرته تطولك ، انتهى الأمر ، اذكر لي اسم شخص بكل البلد يجد الإشارة حمراء والشرطي يقف أمامها و هناك سيارة شرطة ويقطع الإشارة الحمراء ، سيسحبوا منه الإجازة فوراً، ويلحقوه ، لماذا أنت مع شرطي تستقيم على أمره ، شرطي عادي ، وقد تكون إنساناً كبيراً ، فكيف مع خالق الكون ؟
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾